قوة الأمن الوطني لأي دولة لا تتمثل في قوتها المادية المتمثلة مثلا في حجم قواتها المسلحة ونوعية العتاد العسكري الذي تمتلكه، ولكن أيضا في قوة مجتمعها. وحيث أن المجتمعات العربية تمر في مرحلة تحول اجتماعي مصدرها إما سياسات بعيدة المدى تهدف الى تنويع مصادر دخلها والتحول الى الاقتصاد المعرفي وإما بسبب أزمات داخليه وعوامل خارجيه أثرت على مجتمعاتها، فإن قياس ودراسة تأثير هذه التحولات الاجتماعية على قوة مجتمعاتها أصبح ضروري لفهم مواطن القوة والضعف في الأمن الوطني.
يهدف هذا البرنامج، التحول الاجتماعي وتأثيره على الأمن الوطني، الى الخروج بمؤشر لقياس ثلاث عناصر أساسية في المجتمع يُمكن من خلالها بيان قوة أو ضعف أي مُجتمع مما يمكننا من معرفة مواطن القوة والضعف في مجتمعاتنا العربية وإجراء المقارنات بينها.
مؤشر التحول الاجتماعي هو مُؤشر مُركب كلما زادت قيمته يكون تأثيره إيجابي على الوطني وهو يعبر عن ثلاثة عوامل هي:
المساواة بين الجنسين
هو يشير إلى المدى الذي تواجه فيه النساء والرجال نفس الفرص والقيود داخل الأسرة ومكان العمل والمجتمع ككل.
التماسك بين المجموعات البشرية
التي تشكل المجتمع وتشير الى علاقات التعاون والاحترام بين مجموعات الهوية في المجتمع والى المدى الذي وصلت اليه الدولة في مساندة الفئات الضعيفة في المُجتمع وتضمينها في برامجها التي تهدف الى منع التميز بين فئات المُجتمع.
الإحساس بالأمن الشخصي والثقة بين أفراد المجتمع
يشير الى مدى شعور أفراد المجتمع بأنهم يستطيعون الاعتماد على الدولة وعلى نسبة الثقة بين أفراد المجتمع الواحد.